السبت، 20 نوفمبر 2010

طفل برج الحوت

طفل برج الحوت

برج الحوت:

19 شباط (فبراير) إلى 20 آذار (مارس)

منذ أن يفتح الطفل المولود في برج الحوت عينيه أول مرة يبدو فيهما سحر غريب يوحي بأنه طفل غير عادي هبط من كوكب بعيد على متن شعاع قمري . و عندما تتأمل والدته وجهه المورد و بشرته الرقيقة و غمازاته الحلوة يمتلئ قلبها بالسرور , و تتمنى لو تمتد طفولته لتنعم بها أطول فترة ممكنة . و لا بد من أن تكتشف يوما , بعد مضي سنوات , أن السماء قد حقـقت فعلا رجاءها و تركت لابنها جزءا كبيرا من أحلام و خيالات طفولته السعيدة . 


يظهر طفل برج الحوت منذ البداية كارها لواقع الحياة و رتابتها , هاويا للتمثيل بغية الهروب إلى عالم آخر أجمل و أهنأ . إن ميله هذا يسهل في الواقع أمر تربيته و رعايته . فإذا أرادت والدته إقناعه بأمر ما عليها الدخول معه في تمثيلية وهمية ينسى فيها نفسه فينقاد إلى أوامرها طائعا مختارا . تستطيع مثلا التظاهر بأنها جنية لطيفة جاءت ترش عينيه بالنوم فينام , أو تدعي أن الملعقة عصفور هائم , و أن فمه هو العش , فيفتحه و يتلقف الطعام , و هكذا . . . إن أي أسلوب يتسم بطابع الغرابة يظل أفضل بالنسبة إليه من الروتين الذي يسير عليه الأطفال عادة . إنه على كل حال يرفض اللجوء إلى العنف و الصراخ للوصول إلى مبتغاه , و يستعمل عوضا منهما أساليب ملتوية فيها الكثير من الذكاء و الحكمة .

حاجة هذا الطفل إلى التقدير و التشجيع ماسة بسبب ثقته القليلة بنفسه و إيمانه بأن كفاءاته محدودة . و هو حساس خجول سريع العطب و لكنه قادر على إخفاء حقيقة أمره تحت ستار التكتم و الادعاء . و مع أنه ماهر في تحوير الواقع إلا أنه يصر على القول إنه صادق لا يكذب . كذبه على حال من النوع البريء الناجم عن الخوف من تعرية الحقائق . هذا من ناحية , و من ناحية أخرى يعتبر في المدرسة مصدر حيرة و استغراب معلميه و ذلك بسبب رفضه أساليب التعليم المألوفة و اتباعه أسلوبا خاصا به وحده تثبت جدارته مع الوقت . هو أيضا طفل فنان يتذوق الموسيقى و الرقص و يدهش الناس بخفته و رشاقـته , كما ينجذب بقوة نحو رجالات الحرب و علماء الفضاء و كبار الموسيقيين و النحاتين . يفضل معاشرة الكبار على الصغار , و مع ذلك يتهرب من الواجب و المسؤولية .
 

يعيش طفل برج الحوت حالة تقمص غريبة إذ يتحدث عن أناس ماتوا قبل ولادته , و يسرد بعض الوقائع قبيل حدوثها . إن الخطر كل الخطر أن تقابل هذه الظاهرة بالهزء أو اللوم أو الاتهام بالكذب لأن الأيام و الحوادث كثيرا ما تثبت صدق رؤية هذا الطفل العجيب . بالمقابل لا يجوز تركه فريسة أوهامه و خيالاته دون تدخل بناء من قبل أهله و مربيه . إن في الإمكان معالجة أمره بالرفق و الصبر و المحبة إلى أن يستطيع التكيف للعالم الذي يعيش فيه و ينجح في تحويل جزء من أحلامه إلى واقع ملموس فيه سعادته و استقراره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق