السبت، 20 نوفمبر 2010

طفل برج الجدي

طفل برج الجدي
برج الجدي :
21 كانون الأول (ديسمبر) إلى 19 كانون الثاني (يناير)

يبدو طفل برج الجدي عند الولادة كالعجائز . ثم يسترجع شيئا فشيئا حيوية الطفولة و رونقها إلى أن يصبح بعد عدد من السنين في وضع يحسده عليه مواليد الابراج الأخرى الذين في عمره . و يفسر البعض هذا النمو الخلفي الذي هو عكس التطور الطبيعي عند الإنسان على أنه رمز واضح لتاريخ ولادة الجدي الذي يقع كما نعلم ما بين احتضار سنة راحلة و ولادة أخرى جديدة .

إن هذا الطفل منذ البداية رزين قوي الإرادة مكتمل الفهم رصين النظرات إلى درجة يشعر معها الكثيرون و على رأسهم والدته بالارتباك لاعتقادهم أنهم هم الأطفال وهو الإنسان البالغ . و منذ البداية أيضا يتمتع بذوق خاص يدافع عنه و يؤكده بأسلوب هادئ سلبي لا أثر فيه للعنف أو المشاكسة أو الصراخ أو أية وسيلة من وسائل الطفولة عامة . و لهذا الطفل العجيب أهداف و أحلام واقعية يستطيع تحقيقها دون أدنى ريب بفضل مقدرته التنظيمية و سيره بحسب روتينية معينة . و بما أنه لا يشبه الأطفال من نواح كثيرة يبدو محروما من الصداقات . ليس له سوى زميل أو اثنين على الأكثر . لكنه يعتاض من ذلك الحرمان بعلاقـة ثابتة بأفراد العائلة , و بحياة بيتية لا يفضل عليها شيئا آخر .

يبدو هذا الطفل في المدرسة بطيء الذكاء نسبيا , منطويا على نفسه و عنيدا بعض الشيء , و مع ذلك ينجح في دراسته , بل يتفوق فيها على الكثيرين , و ذلك بفضل مثابرته و عدم لهوه باللعب أو الأحلام . ومع أنه قليل الاختلاط إلا أنه ينجح في الوصول إلى مركز القائد أو الزعيم بين أترابه الذين يشعرون نحوه بالتقدير و الاحترام. غير أنه يتهم أحيانا بالظلم و التعسف بسبب تحكمه فيمن هم أضعف منه , و مقابل ذلك لا يتردد في الانقياد لمن هم أقوى منه و أعلى شأنا دون التخلي قيد شعرة عن حقوقه التي يعرف كيف و متى يستردها .

يرفض طفل برج الجدي إهمال واجباته و مسؤولياته في سبيل اللهو أو اللعب . لكن ذلك لا يمنعه من ملء فراغه بالصورة التي يريد . إن أساليب التسلية عنده تختلف في الواقع عن المألوف و المعتاد , فأفضل لعبة يقوم بها هي تقليد الكبار بوجه عام و أحد والديه بوجه خاص . مثلا تلبس طفلة برج الجدي ثياب والدتها و تتبرج مثلها و تقوم مثلها أيضا بدور الأم و ربة المنزل مستعملة الدمى مكان الأطفال الحقيقيين . أما الصبي فيمثل دور الطبيب أو المحامي أو الأستاذ ناسجا على منوال أبيه و معدا نفسه لمستقبل مماثل . هذا بالنسبة إلى مراحل الطفولة الأولى , أما في المراحل التالية فيظهر الطفل الاهتمام بأفراد الجنس الآخر ولكنه لا يستطيع منع نفسه من الارتباك و الخجل أمامهم . تلك الظاهرة كفيلة بجعل سن المراهقة أمرا شاقا عليه ما لم ترافقها رعاية الأهل و تشجيعهم له .

على الرغم من بعض الصفات التي لا تنبئ بسهولة كبيرة في طباع هذا الطفل يمكن القول أنه – إجمالا – دمث الأخلاق رفيع التهذيب , قليل التبذير , واقعي الأحلام , جدير بثقة أهله و معلميه و أترابه . إن في وجوده متعة حقيقية و نعمة لا يعرف قدرها إلا من يرزق مثله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق